الرَّسُــوْلُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِــهِ بعثه الله والعالَمُ آنذاك في واقع مظلم في جاهليته الأولى التي تتشابه إلَى حَــدٍّ كبير مع جاهلية اليوم، تلك الجاهليةُ التي كان عليها الواقع على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى بقية العالَم بات مُفَرَّغاً من القيم الإنْـسَـانية وَالأَخْلَاقية باتت حالةُ الضلال والتيه التي يعيشها الإنْـسَـان في شتى أرجاء المعمورة آنذاك هي المسيطرة، بات الإنْـسَـانُ يفتقر كُلّ الافتقار إلَى ما يحقّقُ إنْـسَـانيته كإنْـسَـان إلَى ما يستنقذُه من حالة التِّيه والانحطاط والضياع التي يعيشُها في واقع الحياة، بات مفتقِراً ومتعطشاً إلَى القيَم الفطرية التي بها كرامته كإنْـسَـان وتَمَيُّزه كإنْـسَـان وسعادته كإنْـسَـان في هذا الوجود، ولذلك كان الواقعُ العربي أولاً كما قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى: “وإن كانوا من قبلُ لَفي ضلالٍ مبين”، ذلك الضَـلَالُ المبينُ يتمثل فيما كان عليه العربُ من الاعتماد على الخُرافة وعلى الجهل وعلى الشرك وعلى الكُفر وعلى الوَثَنية وعلى التوحُّش،
اقراء المزيد